قصة نجاح: سميرة عبد الإله – من التردد إلى التغيير

في عمر 29 عامًا، وعلى الرغم من إعاقتها السمعية، شاركت سميرة في الورشة التدريبية التي نُفذت ضمن مشروع “دمج النساء ذوات الإعاقة في الحياة العامة” بمحافظة عدن، وكانت هذه المشاركة نقطة تحول في مسيرتها الشخصية والاجتماعية.

تقود سميرة مبادرة “هن” للفتيات الصم، وهي ايضاً مسؤولة قسم الدمج في الشبكة الوطنية لمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، كما أنها مختصة في جانب التدريب بلغة الإشارة والتدريب التنموي والدمج للنوع الاجتماعي، وتقوم حاليا بتحضير الماجستير في مركز المرأة في جامعة عدن في قضايا النوع الاجتماعي.

لم تكن فكرة “المناصرة” بالنسبة لسميرة سوى تصوّر سلبي، أشبه بـ”مظاهرات لا طائل منها”. أما التواصل والدمج المجتمعي، فكانا تحديين كبيرين في حياتها اليومية، خاصة في ظل صعوبات التواصل مع الآخرين وصياغة القضايا أو إيجاد حلول واضحة لها. لم تكن تثق بقدرتها على التعبير عن مشكلاتها، ولا في إحداث تغيير حقيقي.

خلال أيام التدريب، وصفت سميرة التجربة بأنها “مميزة ورائعة”، حيث تمكّنت من فهم أدوات المناصرة، وطرق التشبيك، وأسس كتابة القضايا بشكل فعّال. كما تعلّمت كيف تكتب مقترحات واضحة في خطط المناصرة، وتحدّد الأولويات والميزانيات، وتخاطب أصحاب القرار بلغة واضحة.

تقول: “تعلمت حاجات كثير وكسبت خبره أكبر في التواصل والاتصال وكيف أشبك مع المجتمع وكيف أندمج معهم، بالإضافة إلى معرفة أكبر عن المناصرة وكيف نطبقها على قضايا ذوي الإعاقة” كما أفادها التدريب في كيفية نقل الأفكار عبر مبادرتها “هن” التي تسعى لدمج النساء الصمات بشكل خاص وكذلك لدمج مختلف أصحاب الإعاقة من خلال دورها في الشبكة.

ما أثّر فيها بشكل خاص كان اندماجها الأول مع مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة وتفاعل أصحاب المصلحة مع قضاياهم. شعرت للمرة الأولى أن صوتها يُسمع، وأن لها مكانًا في عملية التغيير.

“كانت هذه أول مرة أشارك في تدريب يضم مجموعة من ذوي الإعاقة، وشعرت بسعادة كبيرة وأنا أندمج معهم وأرى نظرتهم الإيجابية للحياة. المادة التدريبية كان لها أثر كبير في وعيي وفهمي، ولكن ما كان مؤثرًا للغاية هو جلسة النقاش مع أصحاب المصلحة في ختام التدريب. لقد استمعوا إلينا وتفاعلوا بجدية مع قضايا ذوي الإعاقة، وشعرت حينها أن أصواتنا مسموعة حقًا. تلك الجلسة تركت أثرًا عميقًا في حياتي.”

خرجت سميرة من التدريب بشخصية أكثر ثقة. وصفت نفسها بأنها أصبحت “قادرة على تحقيق أهدافها”، وأنها الآن تسعى لتنظيم مناظرات ومبادرات شاملة تُدمج فيها كافة فئات ذوي الإعاقة، مع تقديم التوعية والمساعدات.

بدأت بالفعل بلقاء جهات مختلفة لتقديم قضايا ذوي الإعاقة، رغم الصدمات التي واجهتها من ردود الأفعال السلبية، لكنها لم تتراجع. قالت: “لم يعلموا أن تفكيرهم عكس الحقيقة، ذوو الإعاقة مؤهلون، أذكياء، ولديهم طاقات جبّارة.”

“نحن لا نريد صدقات، نريد العدالة. نريد أن نُدمَج، أن يُنظَر إلينا نظرة إيجابية، وأن تكون لغتنا المعتمدة مفهومة. الإعاقة صعبة، لكنها ليست نهاية الحياة.”

“أنصح كل امرأة من ذوات الإعاقة أن تشارك في هذا التدريب، فهو ليس فقط معرفة بل دعم نفسي هائل.”

تجربة التدريب لم تكن مجرد نشاط تدريبي لسميرة، بل كانت بوابة إلى الوعي، المبادرة، والتحرك باتجاه تغيير نظرة المجتمع تجاه ذوي الإعاقة، وتحويل الألم إلى طاقة فعالة للمناصرة والتأثير الإيجابي.

Scroll to Top